للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففعلوا يعد إيباء كان منهم وتوقف أغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وفقهم الله تعالى ففعلوا، وقيل: إن الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خراش بن أمية بن المفضل الخزاعي.

ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأتاه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية هاربا، وكان ممن حبس بمكة، وهو ثقفي من بني ثقيف حليف لبني زهرة، فبعث إليه الأزهر بن عبد عوف عم عبد الرحمن بن عوف، والأخنس بن شريق الثقفي، رجلا من بني عامر بن لؤى ومولى لهم، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمه إليهم فاحتملاه، فلما صار بذي الحليفة نزلوا، فقال أبو بصير لأحد الرجلين، أراني هذا السيف، فلما صار بيده ضرب به العامري فقتله، وفر المولى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما وقع، وأضل أبو بصير، فقال: يا رسول الله، وفت ذمتك، وأدى الله عنك، أسلمتني بيد القوم، وقد امتنعت بديني أن أفتتن فيه، أو يعبث بي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل أمه سعر الحرب «١» ، لو كان له رجال ... فعلم أبو بصير أنه سيرده، فخرج حتى أتى سيف البحر، موضعا يقال له العيص «٢» . فقطع على رفاقهم «٣» ثم استضاف إليه كل من ندّ وفر من قريش ممن أراد الإسلام؛ فاذوا قريشا، وكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يضمهم إلى المدينة.

وأنزل الله تعالى بفسخ الشرط المذكور في ردّ المثياق والعهد، ومنع سبحان عز وجل من ردهن، ثم بعد ذلك نسخت براءة كل ذلك، ولله الحمد والمنة.

وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، فأتى أخواها عمارة والوليد، ابنا عقبة، فمنع الله تعالى من رد النساء، وحرّم الله تعالى حينئذ على المؤمنين الإمساك


(١) - سفر الحرب: سجرها وموقدها.
(٢) - وهو موقع من ناحية ذي المروة على طريق قريش إلى الشام.
(٣) - الرفاق: جمع رفقة وهم المسافرون وأكثر ما تسمى (رفقة) إذا نهضوا في طلب الزياد بالإمتيار أي في طلب الميرة.

<<  <   >  >>