[«بانت سعاد»]
(كعب بن زهير) (قال كعب بن زهير مادحا الرسول العربي محمد صلّى الله عليه وسلّم:)
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يجز مكبول
وما سعاد غداة البين اذ رحلوا ... إلا أغنّ غضيض الطرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول
شجّت بذي شيم من ماء محنية ... صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
تجلو الرياح القذى عنه وأفرطه ... من صوب سارية بيض يعاليل
يا ويحها خلة لو أنها صدقت ... ما وعدت أولو أنّ النصح مقبول
لكنّها خلة قد سيط من دمها ... فجع وولع وإخلاف وتبديل
فما تدوم على حال تكون بها ... كما تلوّن في أثوابها الغول
وما تمسّك بالوصل الذي زعمت ... الا كما تمسك الماء الغرابيل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل
أرجو وآمل أن يعجلن في أبد ... وما لهنّ طوال الدهر تعجيل
فلا يغرنك ما منّت وما وعدت ... إن الأماني والأحلام تضليل
أمست سعاد بأرض لا يبلغها ... الا العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلّغها إلا عذافرة ... فيها على الأين إرقال وتبغيل
من كلّ نضاخة الذفرى اذا عرفت ... عرضتها طامس الأعلام مجهول
ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق ... اذا توقّدت الحزّان والميل
ضخم مقلّدها فعم مقيدها ... في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
حرف أخوها أبوها من مهجّنة ... وعمّها خالها قوداء شمليل
تمرّ مثل عسيب النّخل ذا خصل ... في غارز لم تخونه الأحاليل