شدا الفجر في إرنانها يستحثّها ... تهلّل في إصباحه العاطر النّدي
فثمّة إشعاع يكحّل بالنّدى ... عيون رجاء بالضّلال مقيّد
تمرّ به الغايات خفق بروقه ... وتقعد من غاياته شرّ مقعد
وثمّ تلاحين تعلّ كؤوسها ال ... ملائك في ظلّ ظليل مبرّد
تسبّح للرحمن والعرش سجّدا ... وتنسم في ركب الرّجاء المهدهد
وثمّ خيالات من البطل تنطوي ... على أنّها جند الهزيم المشرّد
وثمّ ضلالات تذوب وتمّحي ... وكلّ عريق في الأثام هو الرّدي
وثمّ هدايات ترفّ طيوفها ... على أنّها جند العزيز المؤيّد
وثمّ سماء العبقريّات تنتشي ... بريح إمام في العباقر سيّد
حفين به، حتى إذا الغيد بشّرت ... بخير وليد في الأنام ومولد
تفتّحت الدّنيا، وفاض جلالها ... وسار علاها في ركاب «محمّد»
«حلم الصحراء»
سجا اللّيل، فالصّحراء حلم منمّق ... وملء إهابيها الأمانيّ في غد
تقلّب في دنيا من العطر والشّذا ... وتمرح في دهر من النّور سرمدي
وتخطر في وشي الأزاهر، والهوى ... يطوف بها، كالغيد في ظلّ أغيد
كأنّ تسابيح الرّمال بحمدها ... مزامير داوود، وألحان معبد
تفتّح للأمر الجليل جفونها ... وتغمض في إغفاءة المتلدّد
غدا تخطب الأجبال والبيد ودّها ... ونعم الذي تعطيه للمتودّد
غدا تخفق الرايات فوق ربوعها ... وتمعن في الفتح المبين الممهّد
وللملك الجبّار سجدة طائع ... وبذل نثار من نضار وعسجد
وللحقّ دولات، إذا البيد نضّرت ... بهنّ، سما فيها على كلّ فرقد