للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لك المجد، فالأبطال عندك خشّع ... وخير عقول الناس منك بمرفد

«شكوى»

شكوت لك الجلى، وكم من مدامع ... أذرّفها في إثر عان ومقعد

وفوق خدود صيّر الذّلّ وردها ... هشيما، وكانت كالرّجاء المورّد

وعند ربوع كم أطافت سعودها ... وكم نفحت من صادح ومغرّد

سطا الشّرّ في أرض، تبارك ربّها، ... فأعمل فيها حدّ ناب ومبرد

وسيّرها دهماء، لا تعرف الونى، ... تصول على دنيا العلى والتّعبّد

فما تركت للآمنين مناعما ... ولا وجلت من هتك غيد وخرّد

ولا أجفلت من قتل شيخ، ولا عفت ... عن الرّضّع الأطهار، والناحل الصّدي

ونحن على حال من الهمّ مفجع ... نسام فلا نأبى، فنرمى بأنكد

شربنا القذى، حتّى استخفّ بنا القذى ... وهان على هاماتنا وطء معتد

ولم تتلهّب في الضّمائر نخوة ... لمحو هوان في الرّؤوس معرّد

يعزّ على الاسلام يا سيّد الورى ... نفوس تلقّى الذّلّ في خير معبد

أدرها على الأكوان صرخة أروع ... أضاع كريم المجد، في الله منجد

لعلّ ضمير العرب، في حالك الدّجى ... يثور فيستعلي، ويزهى بأيّد

نفخت به سالف الدهر فانبرى ... يشيد ويبني، والممالك تقتدي

فأحي به ميت العزائم ينتفض ... لرجع يهزّ الكبرياء وسدّد

عليك سلام الله ما ضاء كوكب ... وما لاح نور في خلود مؤبّد

<<  <   >  >>