للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: {وَهُوَ الْعَلِيُّ} أي: العالي، فهو فوق كل شيء، فهو تعالى على العرش الذي هو فوق السماوات كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ١.

قال: في "الصحيح" عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله. كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} ٢ فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض" وصفه سفيان بكفه فحرقها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى مَنْ تحته، ثم يلقيها الآخر إلى مَنْ تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر والكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء"

ش: قوله: في "الصحيح" أي "صحيح البخاري"

قوله: إذا قضى الله الأمر في السماء. أي: إذا تكلم الله بأمره الذي قضاه في السماء مما يكون، كما روى سعيد بن منصور، وأبو داود، وابن جرير عن ابن مسعود قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان. وروى ابن أبي حاتم، وابن مردوية عن ابن عباس قال: "لما أوحى الجبار إلى محمد صلى الله عليه وسلم دعا الرسول من الملائكة ليبعثه بالوحي، فسمعت الملائكة صوت الجبار يتكلم بالوحي، فلما كُشِفَ عن قلوبهم سألوا عما قال الله، فقالوا: الحق، وعلموا أن الله لا يقول إلا حقًا".

قوله: "ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله"٣. أي:


١ سورة طه آية: ٥.
٢ سورة سبأ آية: ٢٣.
٣ البخاري: تفسير القرآن (٤٧٠١) , والترمذي: تفسير القرآن (٣٢٢٣) , وابن ماجه: المقدمة (١٩٤) .

<<  <   >  >>