للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن رد ذلك على صاحبه، وتكريره وعدم الاكتفاء بمرة واحدة.

قوله: (فكان آخر ما قال - هو بنصب آخر على الظرفية-) ، أي: آخر زمن تكليمه إياهم، ويجوز رفعه.

قوله: (هو على ملة عبد المطلب) . الظاهر أن أبا طالب قال: أنا، فغيره الراوي أنفة أن يحكي كلام أبي طالب استقباحًا للفظ المذكور، وهي من التصرفات الحسنة، قاله الحافظ وقد رواه الإمام أحمد بلفظ أنا. فدل على ما ذكرناه.

قوله: (وأبى أن يقول لا إله إلا الله) . قال الحافظ: هذا تأكيد من الراوي في نفي وقوع ذلك من أبي طالب، وكأنه استند في ذلك إلى عدم سماعه منه في تلك الحال. كذا قال. وفيه نظر، بل نفيه مستند إلى إباء أبي طالب عن قولها بقوله: وهو على ملة عبد المطلب. قال المصنف: وفيه الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه، ومضرة أصحاب السوء على الإنسان، ومضرة تعظيم الأسلاف والأكابر. أي: زيادة على المشروع بحيث يجعل أقوالهم حجة يرجع إليها عند التنازع.

قوله: فقال النبي: "لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك" ١. أقسم صلى الله عليه وسلم ليستغفرن له إلا أن ينهى عن ذلك، كما في رواية مسلم: "أما والله لأستغفرن لك" قال النووي: وفيه جواز الحلف من غير استحلاف، وكأن الحلف هنا لتأكيد العزم على الاستغفار، وتطبيبًا لنفس أبي طالب وكانت وفاة أبي طالب بمكة قبل الهجرة بقليل.

قال ابن فارس: مات أبو طالب ولرسول الله صلى الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يومًا. وتوفيت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها بعد موت أبي طالب بثمانية أيام.


١ البخاري: الجنائز (١٣٦٠) , ومسلم: الإيمان (٢٤) , والنسائي: الجنائز (٢٠٣٥) , وأحمد (٥/٤٣٣) .

<<  <   >  >>