قال ابن كثير: يقول الله تعالى لبنيه ورسوله محمد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ {قل} يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله، وحرموا ما رزقهم الله، وقتلوا أولادهم، وكل ذلك فعلوه بآرائهم الفاسدة، وتسويل الشيطان لهم {تَعَالَوْا} أي: هلموا وأقبلوا، {أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} ، أي: أقصص عليكم، وأخبركم بما حرم ربكم عليكم حقًا، لا تخرصا ولا ظنًا، بل وحي منه وأمر من عنده، {أَلاً تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} . قال: وكأن في الكلام محذوفًا دل عليه السياق، وتقديره: وصاكم {أن لا تشركوا به شيئًا} ، ولهذا قال في آخر الآية {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} .
قلت: ابتدأ تعالى هذه الآيات المحكمات بتحريم الشرك والنهي عنه، فحرم علينا أن نشرك به شيئًا، فشمل ذلك كلَّ مُشرَكٍ به، وكل مُشْرَكٍ فيه من أنواع العبادة، فإن {شيئًا} من النكرات فيعم جميع الأشياء، وما أباح تعالى لعباده أن يشركوا به شيئًا؛