للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيفسد عليه إيمانه، ويبقى هدفًا لسهام الطيرة. ويقيض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه، وكم ممن هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة!

قوله: (فما كفارة ذلك ... ) إلى آخر الحديث. هذا كفارة لما يقع من الطيرة، ولكن يمضي مع ذلك ويتوكل على الله، وفيه الاعتراف بأن الطير خلق مسخر مملوك لله، لا يأتي بخير ولا يدفع شرًّا، وأنه لا خير في الدنيا والآخرة إلا خير الله، فكل خير فيهما فهو من الله تعالى تفضلاً على عباده، وإحسانًا إليهم وأن الإلهية كلها لله ليس فيها لأحد من الملائكة والأنبياء عليهم السلام شركة، فضلاً عن أن يشرك فيها ما يراه ويسمعه مما يتشاءم به.

قوله: وله من حديث الفضل بن العباس "إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك" ١.

ش: هذا الحديث رواه أحمد في "المسند" ولفظه حدثنا حماد بن خالد قال: ثنا ابن علاثة عن مسلمة الجهني قال: سمعته يحدث عن الفضل بن عباس قال: "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته فقلت: يا رسول الله تطيرت قال: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك" ٢. هكذا رواه أحمد وفي إسناده نظر. وقرأت بخط المصنف: فيه رجل مختلف فيه، وفيه انقطاع أي: بين مسلم وبين الفضل وهو ابن العباس بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأكبر ولد العباس. قال ابن معين: قتل يوم اليرموك في عهد أبي بكر رضي الله عنه. وقال غيره: قتل يوم مرج الصفر، سنة ثلاث عشرة وهو ابن اثنتين وعشرين سنة. قال أبو داود: قتل بدمشق كان عليه درع النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الواقدي وابن سعد: مات في طاعون عمواس.

قوله: "إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك" ٣. هذا حد للطيرة المنهي


١ أحمد (١/٢١٣) .
٢ أحمد (١/٢١٣) .
٣ أحمد (١/٢١٣) .

<<  <   >  >>