للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأولين وأهل بدر وبيعة الرضوان، ومن كبار العلماء من الصحابة، أمرّه عمر على الكوفة، ومات سنة اثنتين وثلاثين.

وهذا الأثر رواه الترمذي (٣٢٧٨) ، وحسنه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني (١٠٠٦٠) بنحوه، وروى أبو عبيد وعبد بن حميد عن الربيع بن خثيم نحوه. قال بعضهم ما معناه. أي: من أراد أن ينظر إلى الوصية التي كأنها كتبت وختم عليها، ثم طويت فلم تغير ولم تبدل، تشبيهًا لها بالكتاب الذي كتب ثم ختم عليه فلم يزد فيه ولم ينقص، لأن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كتبها وختم عليها وأوصى بها، فإن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لم يوص إلا بكتاب الله، كما قال فيما رواه مسلم (١٢١٨) : " وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله "١.

قلت: وقد روى عبادة بن الصامت, قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: " أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث، ثم تلا {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} حتى فرغ من ثلاث آيات، ثم قال: من وفى بهن فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئًا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته،

ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله، إن شاء أخذه، وإن شاء عفا عنه " رواه ابن أبي حاتم، والحاكم (٢/٣٧١) وصححه، فهدا يدل على أن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يعتني بهن، ويبالغ في الحث على العمل بهن.

[حق الله على العباد وحق العباد على الله] .

وعن معاذ بن جبل قال: " كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا. فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس قال: لا تبشرهم فيتكلوا "٢. أخرجاه في "الصحيحين".

هذا الحديث في "الصحيحين" وبعض رواياته نحو ما ذكر المصنف.

ومعاذ هو: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن صحابي مشهور من أعيان الصحابة، شهد بدرا وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم


١ الترمذي: المناقب (٣٧٨٨) .
٢ البخاري: الجهاد والسير (٢٨٥٦) , ومسلم: الإيمان (٣٠) , والترمذي: الإيمان (٢٦٤٣) , وأبو داود: الجهاد (٢٥٥٩) , وابن ماجه: الزهد (٤٢٩٦) , وأحمد (٣/٢٦٠ ,٥/٢٢٨ ,٥/٢٢٩ ,٥/٢٣٠ ,٥/٢٣٤ ,٥/٢٣٦ ,٥/٢٣٨ ,٥/٢٤٢) .

<<  <   >  >>