للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - وقت نزولها (١): السُّورة مكيَّة، والغالب في السُّور المكيَّة أنها تُقرر التوحيد والعقيدة السليمة، خصوصًا ما يتعلق بتوحيد الألوهيَّة، والإيمان بالبعث؛ لأن غالب المخاطَبين ينكرون ذلك (٢).

٤ - ترتيب نزولها (٣):

نزلت سُورة (ق) بعد سُورة المرسلات، وقد عالجت سُورة المرسلات موضوع المكذِّبين بيوم الدين بالترغيب والترهيب، وما هذه السُّورة إلا معالجة تكامليَّة مع سابقتها في إثبات المعاد بأسلوب الإقناع الفكري، إلا أن سُورة (ق) تزيد عليها في إثبات النُّبوة، وبيان هلاك المكذِّبين من الأمم السابقة.

وقد نزلت سُورة البلد بعد سُورة (ق)، وهي تتابع استكمال الإقناع بقانون الجزاء الرباني.

٥ - ترتيب المصحف: ختمت سُورة الحجرات (٤٩) بتقرير شمول علم الله ٥، وأكدت سُورة (ق) ذلك أيضًا مع تقرير كمال قدرة الله ٥، (وهو من أظهر أدلة البَعْث)، ثم تلتها سُورة الذاريات مبيِّنة حكمة الله من خلق الإنسان بعد التأكيد على عظيم قدرة الله سبحانه.

٦ - فضائلها (٤): كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواظب على قراءتها في المحافل الكبار، والمجامع العظام، مما يدل على اشتمالها على أسس العقيدة الإسلاميَّة، ومن أهمها: الإيمان بالبعث والمعاد.

٧ - موضوعاتها: تناولت سُورة (ق) عددًا من قضايا العقيدة الإسلاميَّة، وكلها تَؤُول إلى قضيَّة البَعْث بعد الموت، وسيأتي بيانها في المطب التالي.


(١). يراجع: المطلب الأول من المَبْحث الثاني.
(٢). انظر: أصول في التفسير، لابن عثيمين (ص ١٩).
(٣). يراجع المطلب الرابع من المَبْحث السابق.
(٤). يراجع: المطلب الثاني من المَبْحث السابق.

<<  <   >  >>