للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(مَقاصِد وأهداف النص القرآني)، ثم شرعت تشرح هذه الفائدة المستنبَطة بذكر الآيات والأحاديث النبويَّة، مما ليس له تعلُّق مباشر بالمَقاصِد، وأهملت النظر في المقصود المباشر للآية.

ولا شك أن المَقاصِدَ غيرُ التفسير، فإنَّ المَقاصِد يُعنى فيها بذِكر مقصد السُّورة إجمالًا، ورَبْط مَقاطِع السُّورة بعضها ببعض، ثم التدبُّر المَقاصِدي للآيات بذِكر المقصود المباشر للآية، مستعينًا في ذلك بمقصد السُّورة، ثم التعبير عن الآية بأسلوبٍ مَقاصِدي، ثم ذِكر هداية الآيات؛ الذي هو المقصود الأهم، كما نبَّه إليه الدكتور محمد الربيعة (١).

وما هذا البحث إلا محاولة لتطبيق هذا المنهج، عسى أن يفيد الباحثين والمشتغِلين في مجال المَقاصِد القُرآنيَّة، الذي لا يزال يُعاني من غموض المفهوم، واضطِراب المنهج.

وهذا البحث وإن كان يشترك مع البحوث السابقة في بعض القضايا والجزئيَّات، إلا أنه يختلف عنها من حيث موضوعُه أو من حيث طريقةُ تناولِه للمَقاصِد القُرآنيَّة، حيث يتناول هذا البحثُ المَقاصِدَ القُرآنيَّة في سُورة (ق) خاصةً، وبالمنهج الذي مرَّ ذكره آنفًا. أسأل الله أن يُوفقني لما يحبه ويرضاه، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

[منهج البحث]

اعتَمد البحث على المنهج الاستِقرائي الاستِنباطي، وذلك عند تتبُّع كلام أهل العلم في مظانِّه من كتب التفسير والمَقاصِد، واستِنباط المَقاصِد القُرآنيَّة منها.


(١) انظر: المقاصد القرآنية: دراسة منهجية، د. محمد بن عبد الله الربيعة، ص ٢٥١.

<<  <   >  >>