للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨ - خصائصها: تكرَّر فيها حرف القاف سبعًا وخمسين (٥٧) مرة (١)، فقد تكرَّرت فيها الكلمات التي تشتمل على حرف القاف بشكل ملحوظ.

قال ابن القيم (ت ٧٥١ هـ): "وتأمَّل السُّور التي اشتملت على الحروف المفردة، كيف تجد السُّورة مبنيَّة على كلمة ذلك الحرف، فمن ذلك: (ق)، والسُّورة مبنيَّة على الكلمات القافِيَّة: من ذِكر القرآن، وذكر الخَلْق، وتكرير القول ومراجعته مرارًا، والقرب من ابن آدم، وتلقِّي الملَكين قول العبد، وذِكر الرقيب، وذِكر السائق، والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدُّم بالوعيد، وذِكر المتقين، وذِكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذِكر "القَبْل" مرتين، وتشقُّق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذِكر القوم، وحقوق الوعيد، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة.

وسِرٌّ آخر: وهو أن كل معاني هذه السُّورة مُناسِبةٌ لِما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح" (٢). اهـ.

المطلب الثاني: موضوعات السُّورة (٣).

اشتملت سُورة (ق) على عدة موضوعات جزئيَّة تخص العقيدة الإسلاميَّة، وكلها تتعلق بمعالجة موضوع البَعْث، والرِّسالة (٤)، وإليك بيانها فيما يلي:


(١). مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم، أحمد قوفي (ص ١٢٧).
(٢). بدائع الفوائد، لابن القيم (٣/ ١١٢٠ - ١١٢١). وقد نقله الزركشي (ت ٧٩٤ هـ) في البرهان في علوم القرآن (١/ ١٦٩)، مع فروق يسيرة، والمطبوع فيه تصحيفات عديدة.
(٣). موضوعات السُّورة: هي المعاني الجزئية التي تشتمل عليها أجزاء السُّورة. أما مقصد السُّورة فهو المعنى العام الذي يجمع هذه المقاصد الجزئية ويربط بينها.
(٤). انظر: تفسير ابن كثير (١٣/ ١٧٩)، والفوائد، لابن القيم (ص ٥ - ٦)، وبصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي (١/ ٤٣٧)، والتحرير والتنوير، لابن عاشور (٢٦/ ٢٧٥)، ومعارج التفكر، للميداني (٣/ ١٢ - ١٥).

<<  <   >  >>