للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفقه وبرع وألف كتاباً في أحكام القرآن من أحسن ما وضع في ذلك، واضطرب في روايته قبل موته بقليل، وكسر النَّاس نعشه لما مات، رابع جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة.

ومن شعره:

بعثوا برأسِ العلج عنه مُخْبراً ... يا منْ رأى مَيْتاً يقولُ ويخبرُ

فسما به مَتْنُ القناةِ كواعظٍ ... يسمو به بين المعاشرِ منبرُ

وكأنه قد أثمرته قناتهُ ... يا من رأى غصناً برأسٍ يثمرُ

ومنه قوله أيضاً:

انظر إلى رأسٍ نأى عن جسمه ... ولرب نأيٍ ليس فيه تلاقِ

أضحى له سورُ المدينةِ جُثَّةً ... من غير رِجْلٍ ظاهرٍ أو ساقِ

وكأنَّ ذاك السُّورَ مقعدُ نزهةٍ ... وكأنه متشوفٌ من طاقِ

ومن شعره ويروى لغيره:

أأدعو فلا تُلْوي وأنت قريبُ ... وأشكو فلا تُشْكي وأنت طبيبُ

فهل شيبَ من تلك المصافاةِ مَشْرَعٌ ... وهيلَ على ذاك الإخاءِ كثيبُ

ومنه في صدر رسالة:

ما بالنا متهماً ودُّنا ... ونحن في ودكمُ نقتتلْ

كأنكم مثلُ فقيهٍ رأى ... أن يتركَ الظاهرَ للمحتملْ

<<  <   >  >>