أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فُتُوحٍ، الحضرمي الأستاذ الدّاني النحوي المعروف بعَبْدون وبابن صاحب الصّلاة. أقرأ النحو بشاطبة زماناً، وأدّب بني صاحب بلنسية، وكان مبرّزاً في العربية مشاركاً في الفقه ويقول الشعر، وفيه تواضع وطيبة أخلاق. توفي ببلنسية مستهل رجب سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وأخذ عنه جلّة منهم أبو جعفر الذهبي، وأبو الحسن ابن حريق وأبو محمد ابن نَصْرون، وأبو الرَّبيع ابن سالم، ومن شعره في ابن سعدٍ وقد كبتْ به البغلة:
إن تكبُ في السَّير بنتُ العَيْرِ بالملكِ ... فليس يُدركها في ذاك مِنْ دَرَكِ
عُذرُ الملومة فيها أنَّها حملتْ ... ما ليس يحْمل غير الأرضِ والفلكِ
الدَّهرَ والبحرَ والطَّودَ الأشمَّ ذرًى ... والبدرَ بدر الدّجى والشَّمسَ في الحلكِ
وهذا مأخوذ من قول ابن المعتزّ في رئيس سقط عن بغل:
لا ذنبَ عنديَ لابنِ العَيْرِ يومَ وَهَتْ ... قواهُ من خوَرٍ فيها ومن لينِ
حمَّلتُموه سوى ما كانَ يَحْله ... فُرْهُ البغال وأصنافُ البَراذينِ
الشَّمسَ والبدرَ والطَّودَ المنيفَ ولي ... ثَ الغابِ والبحرَ والدُّنيا مع الدينِ