للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وللشعراء في هذا أبيات نادرة، وهو من تحسين القبيح، منها قول أبو بكر ابن مُجْبَرٍ:

لا ذنبَ للطِّرْفِ إن زلَّتْ قوائمُهُ ... وهضْبةُ الحلم إبراهيمُ يُجريها

وكيف يحملُهُ طِرفٌ وخردلةٌ ... من حِلمِهِ تزنُ الدُّنيا وما فيها

وله أيضاً:

ألا اصفحْ عن الطِّرف الَّذي زلَّ إذ جرى ... أيثبتُ طِرفٌ فوقَه النَّاسُ والدَّهرُ

تداخَلَه كبرٌ لئنْ كنتَ فوقه ... فتلك لعَمْري زلَّةٌ جرَّها الكبْرُ

ثبتَّ عليه حين زلَّ رَجاحةً ... أيخرج عن أثناء هالته البدرُ

ولم يدْر هل أمسكْتَهُ أو ركضتَهُ ... وللعُجْبِ سُكْرٌ ليس يعدله سُكْرُ

ومن شعر عبدون أيضاً:

يا مَن مُحيَّاهُ جنَّاتٌ مفتَّحةٌ ... وهجْره ليَ ذنبٌ غيرُ مغفورِ

لقد تناقضتَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ ... تناقض النَّارِ بالتَّدخين والنّورِ

ومنه ما ألغزهُ في باكورة تين:

وما شيءٌ نماهُ العودُ حتَّى ... تناهَى بالنَّماءِ إلى الصّلاحِ

تَكَفّلهُ الهواءُ بدَرّ سَكْرى ... من الأنواء صيّبةٍ رداحِ

طَلَتْهُ الشَّمس مسكاً ثمَّ خطَّتْ ... بكافورٍ عليه يدُ الرِّياحِ

خُطوطاً بالبياض على سوادٍ ... كما خطَّ الدّجى ضَوْء الصَّباحِ

ولعبدون في رحلته عن شاطبة إلى بلنسية - وكان الرئيس أبو الحجاج يوسف بن سعد هو الَّذي نقلها منها واستأدبه لبنيه لما كان عليه من التصاون والعدالة، وأباح له الإقراء، فكان يعلمهم العربية بالقصر فإذا انفصل عنهم

<<  <   >  >>