أبو بكر محمد بن أحمد ابن الصابُوني الصدفي من أهل إشبيلية، شاعر عصره المجيد، والمبدئ في محاسن القريض المعيد، الَّذي ذهبت البدائع بذهابه، وختمت الأندلس شعراءها به، توجَّه إلى المشرق فتوفي في طريقه من الإسكندرية إلى مصر سنة أربع وثلاثين وستمائة، من شعره من جملة قصيدة:
والبيضُ تسكنُ أوصالَ الكُماةِ وقد ... شحا لها الضربُ كالأفواهِ للجَدَلِ
إذا المقاتِل عن قصد الرَّدَى كَمِهَتْ ... سوَّى لها الطعنُ مثل الأعيُن النُّجلِ
وللشِّفار شروعٌ في الدروع كما ... تواتَر الطيرُ في الغُدران للنَّهلِ
ومنه من قصيدة قالها بإشبيلية قبل وفادته على حضرة تونس، وأولها: