يا خجلةَ القلمِ المحمود إذ ذكروا ... أنَّ البراعةَ للأقلامِ منتسبهْ
أطلَّ يعثرُ في أذيالِ مِشيتِهِ ... من الحياءِ ويلحى قومَه الخلبهْ
قد أحزنته شماتاتُ السُّيوفِ به ... لمَّا وَلينَ وأضحى حائنَ العصبهْ
كم من حسامٍ لدى الهيجاءِ منصلتٍ ... لا يردعُ الدِّرعُ حَدَّيه ولا اليَلَبهْ
ينهلُّ قطرُ المنايا من مضاربِهِ ... كأن مزناً بأعلى مزنه سكبه
كأنه الجدول السيال يجذبه ... كفُّ النسيم إذا ما ميَّلوا شُطبهْ
وقال من قصيدة:
ألبَسْتَنا العدلَ أبراداً مفوَّفةً ... ونحن بالحمدِ والذكرى نوشِّعُها
ذُمَّ الزّمانُ فأبداكم لنحمده ... وتلك حجَّةُ صدقٍ ليس يدفعها
وشقَّ حُجْبَ خفاياه فلحتَ كما ... ينشقُّ عن جبهةِ الغراء بُرْقعها
وقال في حمَّام:
تُلهي العيونَ رقومُهُ فكأنَّها ... قد أُلبستْ ساحاتهُ ديباجا
مجموعةٌ أضداده فترى بها ... نارَ الغَضا والوابلَ الثجّاجا
حرَّان منسكب الدُّموعِ كأنَّما ... يحكي بذاك العاشقَ المهتاجا
دُحِيَتْ بسيطةُ أرضه من مرمرٍ ... فجرى الزجاجُ به وثار عجاجا
وجلتْ سماوَتُه السَّماءَ وإنَّما ... جَعلَتْ مكانَ النَّيِّرات زجاجا
قامت على عُمُدٍ جُلينَ عرائساً ... فترى لها السّمْكَ المكلَّل تاجا
وقال في سوسنة أُودعت شقيقةً:
سوسنةٌ بيضاءُ قد أُودعتْ ... شقيقةً قانيةَ البُردِ
أبيضُها ينشقُّ عن أحمرٍ ... كالبرقعِ انشقَّ عن الخدِّ
وقال أيضاً:
مفتتِنٍ في نفسه فاتنٌ ... لغيره ليس له كُنْهُ