ومن غزليّاته:
وأخي فتنةٍ أدار علينا ... من يَديْه ومُقلتَيْه رَحيقا
عاينْته عيونُنا فصبغْنا ... دُرَّ خدّيه بالعُيون عَقيقا
جعل النَّقلَ لَثْمنا مِرْشَفيْهِ ... فانتقلنا على المُدامة ريقا
عُتِّقت هذه وهذا عَتيقٌ ... فشربنا على العتيق عتيقا
أسكر النَّقلُ والشرابُ جميعاً ... وأبى الكأسُ واللَّمى أن أُفيقا
كلما قلتُ قد صحوتُ قليلاً ... عُدتُ في حَيرةِ الخُمار غَريقا
لم أكُن شاعرَ الطَّريقة لكنْ ... مُذ تعشَّقْتُه سلكتُ الطَّريقا
حكّمتنا يدُ الهوَى في القوافي ... فغَزلنا من الرَّقيقِ رقيقا
وهذه القطعة أنشدنيها قديماً بعض أصحابنا عنه: وله:
من النَّاس من يبقى من اللؤم عرضهُ ... وإن زانه ثوبٌ عليه جديدُ
ومنهم جوادُ النفسِ لو سيلَ نفسَهُ ... لكان بها طلقَ الجبين يجودُ
فذاك الَّذي تبقى مآثرُ مجدهِ ... وآثارُها في العالمين شهود
فإن عاش فالآمالُ خالدةٌ به ... وإن مات فالأمداحُ فيه خلود
وقال أيضاً:
أما ورياضٍ من ضميرك ما درت ... غزارةَ بحرٍ لا ولا بنتَ راقمِ
ولا رقمتْ كفُّ الغمامةِ بُرْدَها ... وقد خلعتْ فيها جلودَ أراقم
فللخاطرِ السيَّالِ فيها سحابةٌ ... وللقلمِ الجاري بها كفُّ راقم
لقد أنعمتني إذ تنسمتُ عَرْفَها ... على رمَقٍ لا يستلينُ لناقم