للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أُواريه بسَتْرٍ من ضريحٍ ... كأنِّي مُغمدٌ منهُ حُساما

كأنَّ مَحاجري ودَقَتْ لديهِ ... عشيّةَ قُمْتُ أدْفِنُه غَماما

وقال وقد توفّيت والدته:

طوى القَمرينِ التُّربُ عن أعين الورى ... بميْتِ عُلاً ماتت على إثْرِه العِرسُ

فأصْبَحتِ الغَبْراءُ خضراءَ منهُما ... بآيةِ ما قد حلَّها البدرُ والشَّمسُ

وقال يصف خيلاناً:

ولِلألبابِ من خَدَّيْ سُليْمى ... دواعٍ للجنونِ ولِلْفُتونِ

وما الخيلانُ أبْصرَ من رآها ... ألا رُدَّ الحديثَ إلى يقينِ

ولكنْ فوق صفحتِها صقالٌ ... تمثَّلُ فيه أحْداقُ الجُفونِ

وله في شكوى الزمن:

أخي عوفيتَ والبلوى ضروبٌ ... تعمُّ وتارة تأتي اختصاصا

تعالَ فخذْ بحظِّك من همومي ... ودعْ أطلال هندٍ والعِراصا

وباكِ أخاك دنيا قد تولَّتْ ... ودهراً ينهكُ العمرَ انتقاصا

وما أنهيتُ نفسي في المعالي ... ولا أدركتُ في ثأرٍ قصاصا

فليت العيشَ إذ لم يُقْضَ محضاً ... رُزِقْتُ إذا انقضى منه الخلاصا

وله يصف ناراً:

ولقد نعمتُ بنارِ فحمٍ أصبحتْ ... تختالُ بين معصفرٍ ومورّدِ

إلاَّ بقايا كالدُّجى مسودةً ... أو مثلِ أصداغ الجواري الخرَّدِ

فكأنما يبدو لعيني منهما ... حبرٌ أُريقَ على سبائكِ عسجدِ

<<  <   >  >>