للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقلتُ له أين المُقام فقال لي ... بكفِّي أبيٌّ ذو حِفاظٍ وإحسانِ

أيحسنُ في شَرع الصَّبابة تركُ من ... تكنَّفني إحسانُهُ منذُ أزمانِ

أيحسُن أن أُصغي لداعية النَّوى ... إذاً فرماني الله منه بهجرانِ

فقلتُ له أُكرمتَ يا قلبُ فاغتبطْ ... ولو أن لي أمري لكنتُ لك الثاني

وله في طريقة أبي الفتح البُستي:

تعجَّبوا لفُؤادي الشَّهمِ أن آسى ... ما لي وقد جَدَّ جِدُّ العمرِ لا آسَى

لو لم تَعِظْنيَ نفسي لاتَّعظتُ بأنْ ... أرى مثالَ نعيمِ الدَّهرِ إبئاسا

هاتيك أربُعُ صَحبي بعد ساكنها ... لم تُبقِ فيها النَّوى نُؤياً ولا آسا

فارجعْ إلى الله يا قلباً عتا صَلَفاً ... فذو النَّدى في الورى إن يُستَعنْ آسَى

ولا يروقُكَ توريدُ الخدودِ فما ... تُبقي لياليك ورداً لا ولا آسا

تجرَّعِ الصابَ في الدُّنيا عساك تُرى ... معوَّضاً منه في دار الرِّضا آسا

وله ورسم على مشط فِضَّة:

تهوى محلِّي النجومُ ... يا بُعدَ ما قد ترومُ

كم لمَّةٍ لكَعابٍ ... بها النفوسُ تهيمُ

سرَيْتُ فيها شهاباً ... حَواه ليلٌ بهيمُ

ما صاغني من لُجَيْنٍ ... إلاَّ ظريفٌ كريمُ

مَشْطُ الحِسان بعَظْمٍ ... ظُلمٌ لعمري عظيمُ

وكتبتُ إليه معمّياً بأسماء الطير وكان يُعنى بذلك:

إنْ شئتَ يا دهرُ حارِبْ ... أو شئتَ يا دهرُ سالِمْ

فصارمي ومِجَنّي ... أبو الرَّبيع ابن سالمْ

<<  <   >  >>