لئن ظَمِئت نفسي إليها فطالما ... وردتُ بمَغناهنَّ أشنبَ أفْلجا
بحيثُ يَشِفُّ السِّترُ عن ماءِ مبسِمٍ ... أرى بابَ صَبري عن أبهمَ مُرْتجا
ركبتُ الهوَى عُرْيَ السَّراة وربَّما ... ركبتُ إلى الهيجاءِ أدهمَ مُسْرَجا
فيا رُبَّ يومٍ قد صَلِيتُ بحرِّهِ ... تراه بنارِ المُرْهفاتِ مُؤَجَّجا
غدوتُ وجفنُ الشَّمس بالنُّور أزرق ... فغادرتُه بالنَّقع أرمدَ أدْعجا
سقيتُ العَوالي بالنَّجيع فنوَّرت ... بَهاراً يُرى عند الطِّعان بَنَفْسجا
وله:
بأبي من بني الملوكِ غَريرٌ ... قد تردَّيتُ فيه بُرْدَ التَّصابي
ضاعفتْ حُسنَه ضفيرةُ شَعرٍ ... هي منه طِرازُ بُرْدِ الشَّباب
تتلوَّى على الرِّداءِ مِراحاً ... كحَبابٍ ينسابُ فوقَ حَباب
وله في هذا وقد لبس ثياباً حمراء وبعينيه رَمد:
ومُهَفْهفٍ يجري بصفحةِ خدِّه ... ولَماهُ من ماءِ الحياةِ عُبابُهُ
وما زالَ يَهتكُ باللِّحاظِ قلوبَنا ... حتَّى تضرَّج طَرفُهُ وثِيابُهُ
فبدا بحُمرةِ ذا وحُمرةِ هذه ... كالسَّيفِ يَدْمَى حدُّهُ وقِرابُهُ
وله في سحابة:
وساريةٍ سَحبتْ ذيلَها ... وهزَّت على الأُفقِ أعطافَها
تُسَلُّ البُروق بأَرجائها ... كما سلَّتِ الزَّنجُ أسيافَها
وله في رُمانة مفتّحة، وأنشدنيه له صاحب الأحكام أبو الحسن ابن أبي الفتح:
وساكنةٍ من ظِلال الغصونِ ... بخِدْرٍ تَروقك أفنانُهُ