للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شركائهم فخفضهم. ونصب أولادهم بوقوع القتل عليهم. وحال بهم بين المضاف والمضاف إليه، وهو قبيح في القرآن، وإنّما يجوز في الشعر كقول ذي الرمّة: «١»

كأنّ أصوات من إيغالهنّ بنا ... أواخر الميس إنقاض الفراريج

«٢» وإنما حمل القارئ بهذا عليه: أنه وجده في مصاحف أهل الشام بالياء فاتّبع الخط.

قوله تعالى: وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً «٣»، يقرأ بالياء والتاء. وقد تقدّم القول في علل ذلك.

ويقرأ بنصب ميتة ورفعها. فالحجة لمن رفع: أنه جعل (كان) بمعنى: حدث ووقع، فلم يأت لها بخبر. والحجة لمن نصب: أنه أضمر في (يكون) الاسم، وجعل (ميتة) الخبر لتقدّم قوله: ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ «٤».

قوله تعالى: خالِصَةٌ لِذُكُورِنا «٥». يقرأ بهاء التأنيث والتنوين، وبهاء الكناية والضمّ «٦».

فالحجة لمن قرأ بهاء التأنيث: أنه ردّه على معنى: «ما»، لأنه للجمع. والحجة لمن جعلها هاء كناية: أنه ردّها على لفظ «ما».

قوله تعالى: يَوْمَ حَصادِهِ «٧». يقرأ بفتح الحاء وكسرها فرقا بين الاسم والمصدر،


(١) ذو الرّمة: ذكره ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء في الإسلام. انظر أخباره في (طبقات فحول الشعراء لابن سلام: ٤٦٥).
(٢) قال البغدادي في الخزانة: (الأصل: كأن أصوات أواخر الميس من إيغالهن بنا إنقاض الفراريج).
و (من) للتعليل، والإيغال: الإبعاد، يقال: أوغل في الأرض إذا بعد فيها. حكاه ابن دريد:
والأواخر: جمع آخرة بوزن فاعلة، وهي آخرة الرّحل، وهو العود الذي في آخر الرّحل الذي يستند إليه الراكب.
والميس بفتح الميم: شجر يتخذ منه الرّحال والأقتاب. وإضافة الأواخر إليه كإضافة خاتم إلى الفضة.
والأنقاض: مصدر أنقضت الدّجاجة إذا صوتت، وهو بالنون، والقاف، والضاد المعجمة.
الفراريج: جمع فروجة، وهو صغار الدجاج.
يريد: أنه قد طال سيرهم فبعض الرّحل يحك بعضه بعضا: فتصوّت مثل أصوات الفراريج من شدة السير، واضطراب الرحل.
انظر: الخزانة ٢: ١١٩، ١٢٠. وانظر أيضا: (الخصائص لابن جنّي ٢: ٤٠٤). والحيوان ٢: ٣٤٢ تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، مطبعة الحلبي والموشّح للمرزباني، تحقيق الأستاذ علي البجاوي ٢٩٢، دار نهضة مصر ١٩٦٥. وشروح سقط الزند: ١٥٧٣: القسم الرابع، السّفر الثاني. وشرح المفصّل لابن يعيش ١: ١٠٣، ٢: ١٠٨، ٤: ١٣٢ والكتاب لسيبويه ١: ٩٢، ٢٩٥، ٣٤٧.
(٣) الأنعام: ١٣٩
(٤) الآية نفسها.
(٥) الأنعام: ١٣٩.
(٦) أي خالصة لذكورنا، وهو مبتدأ، وللذكور خبره، والجملة خبر «ما» انظر: (إعراب القرآن للعكبري ١: ٢٦٣)
(٧) الأنعام: ١٤١

<<  <   >  >>