للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أم فقير؟ شقيّ أم سعيد؟. فهذا معنى قوله: «كيف يشاء».

قوله تعالى: وَما أَدْراكَ «١». يقرأ بالإمالة والتفخيم، وبين ذلك. وقد ذكرت الحجة «٢» فيه.

وما كان في كتاب الله تعالى من قوله: وَما أَدْراكَ فقد أدراه، وما كان فيه من قوله: وَما يُدْرِيكَ فلم يدره بعد.

قوله تعالى: فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ «٣». يقرأ بالرفع والنصب. فالحجة لمن رفع: أنه جعله بدلا من اليوم الأول، وأضمر له «هو» إشارة إلى ما تقدّم وكناية عنه، فرفعه به. والحجة لمن نصب: أنه جعله ظرفا للدين، والدّين: الجزاء.

فإن قيل: فما معنى قوله: وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ «٤»، وكل الأمور له تعالى في ذلك اليوم وغيره؟ فقل: لما كان الله تعالى قد استخلف قوما فيما هو ملك له، ونسب الملك إليهم

مجازا عرّفهم أنه لا يملك يوم الدين أحد، ولا يستخلف فيه من عباده سواه.

ومن سورة المطفّفين

قوله تعالى: بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ «٥». اتفق القرّاء على إدغام اللّام في الراء، لقربها منها في المخرج إلّا ما رواه (حفص) عن (عاصم) من وقوفه على اللام وقفة خفيفة ثم يبتدئ «ران على قلوبهم» ليعلم بانفصال اللام من الرّاء، وأن كل واحدة منهما كلمة بذاتها فرقا بين ما ينفصل من ذلك فيوقف عليه، وبين ما يتصل فلا يوقف عليه كقولك:

«الرحمن الرحيم».

فأمّا الإمالة فيه والتفخيم فقد ذكرت علل ذلك في عدة مواضع «٦».

قوله تعالى: خِتامُهُ مِسْكٌ «٧». إجماع القرّاء فيه على كسر الخاء وكون التاء قبل


(١) الانفطار: ١٧.
(٢) انظر: ١٨٠ عند قوله تعالى: وَلا أَدْراكُمْ بِهِ.
(٣) الانفطار: ١٩.
(٤) الانفطار: ١٩.
(٥) المطففين: ١٤.
(٦) انظر: ٦٨. عند قوله تعالى: فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وغيرها.
(٧) المطففين: ٢٦.

<<  <   >  >>