للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ «١». يقرأ بفتح الخاء وإسكان اللام وبكسر الخاء وألف بعد اللام. ومعناهما: بعدك. وهما لغتان، وليس من المخالفة، قال الشاعر:

نؤي أقام خلاف الحيّ أو وتد

«٢» قوله تعالى: وَنَأى بِجانِبِهِ «٣». يقرأ بفتح النون والهمزة، وبكسرها، وبفتح النون وكسر الهمزة، وإثبات الهمزة في ذلك كله، وبفتح النون وتأخير الهمزة وفتحة قبلها كالمدّة. فالحجة لمن قرأه بفتحهما: أنه أتى بالكلمة على أصلها، لأنها في حقيقة اللفظ نأي على وزن (فعل). والحجة لمن قرأه بكسرهما: أنه أمال الياء للدّلالة عليها، فكسر لها الهمزة ليقربها منها بالمجاورة، وكسر النون لمجاورة الهمزة كما قالوا: شعير وبعير.

والحجة لمن فتح النون: أنه بقاها على أصلها، وكسر الهمزة لمجاورة الياء. ومعنى ذلك كله: «بعد» والاسم منه النّأي. والحجة لمن قرأه بتأخير الهمزة أنه أراد: معنى ناء ينوء:

إذا نهض بثقل مطيقا لحمله. ودليله قوله تعالى: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ «٤». وأصله نوأ فانقلبت الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ومدّها تمكينا للهمزة بعدها.

قوله تعالى: حَتَّى تَفْجُرَ لَنا «٥» يقرأ بالتشديد والتخفيف، فالحجّة لمن شدّد: أنه أخذه من فجّر يفجّر. ودليله قوله: تَفْجِيراً «٦» كما قال: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً «٧».

والحجة لمن خفّف: أنه أخذه من فجر يفجر: إذا شقّ الأنهار، وأجرى فيها الماء.

قوله تعالى: كِسَفاً «٨» يقرأ بفتح السين وإسكانها. فالحجة لمن فتح: أنه أراد به جمع «كسفة» كقولك: قطعة وقطع. والحجة لمن أسكن: أنه شبّهه بالمصدر في قولهم «علم» و «حلم».


(١) الإسراء: ٧٦.
(٢) لم أهتد بعد، إلى قائل هذا الشعر، أو المرجع الذي سجّل فيه: قال في اللّسان: والنّؤى، والنّئي، والنأي، والنّوى بفتح الهمزة على مثال التّقى: الحفير حول الخباء أو الخيمة يدفع عنها السيل يمينا وشمالا ويبعده: اللسان:
مادة: نأى.
(٣) الإسراء: ٨٣.
(٤) القصص: ٧٦.
(٥) الإسراء: ٩٠
(٦) الإسراء: ٩١.
(٧) النساء: ١٦٤.
(٨) الإسراء: ٩٢.

<<  <   >  >>