للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ «١». يقرأ بتقديم الفاعل، وتأخير ما لم يسمّ فاعله على الترتيب. وبتقديم ما لم يسم فاعله، وتأخير الفاعل على السعة. ومعنى الظلم في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه.

قوله تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما «٢». يقرأ بكسر الهمزة وفتحها. فالحجّة لمن كسر:

أنه جعلها حرف شرط وجزم بها (تضل) وبناه على الفتح لالتقاء الساكنين. والحجّة لمن فتح: أنه أراد: إدخال اللام على (أن) ففتحها كقوله تعالى: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا «٣»، يريد لئلا تضلوا.

قوله تعالى: فَتُذَكِّرَ «٤» يقرأ بالتشديد، والتخفيف، وبالرفع، والنصب.

فأمّا علّة التشديد والتخفيف فمذكورة آنفا. «٥». والحجّة لمن رفع: أنه استأنف الفعل بعد الجواب بالفاء. وله أن يجزم الفعل عاطفا، وينصه مجيبا «٦». والحجّة لمن نصب: أنه عطفه على (تضل)، وقد عملت فيه (أن) المفتوحة. ولا يجوز فيه ما أجيز في الوجه الأول.

ومثله في الوجوه الثلاثة، قوله تعالى: فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ «٧».

قوله تعالى: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ «٨» يقرأ بضم الراء والهاء، وبكسر الراء وإثبات ألف بعد الهاء. فالحجّة لمن ضم: أنّه جمع (رهنا): (رهانا)، وجمع (رهانا: رهنا). وليس في كلام العرب جمع لاسم على هذا الوزن «٩» غير (رهن) و (سقف) «١٠». والحجّة لمن كسّر، وأثبت الألف: أنه أراد جمع (رهن).


(١) البقرة: ٢٧٩.
(٢) البقرة: ٢٨٢.
(٣) النساء: ١٧٦.
(٤) البقرة: ٢٨٢.
(٥) انظر: ٩٦، ٩٣.
(٦) وإنما جاز النصب بعد الجزاء، لأن مضمونه لم يتحقق وقوعه، فأشبه الواقع بعده الواقع بعد الاستفهام. انظر:
(شرح الأشموني ٣: ٢٤).
(٧) البقرة: ٢٨٤.
(٨) البقرة: ٢٨٣.
(٩) وهو: رهن.
(١٠) قال أبو علي الفارسي وتكسير «رهن» على أقل العدد لم أعلمه جاء فلو جاء، كان قياسه «أفعلا» ككلب وأكلب، وكأنهم استغنوا بالقليل عن الكثير. وقال الأخفش: فعل على فعل قبيح، وهو قليل شاذ (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٣: ٤٠٨).

<<  <   >  >>