٦١٥ - خبر سبب نزول قوله تعالى:{الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَاّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} : أن رجلاً يقال له: مرثد بن أبي مرثد، كان يحمل الأسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة، وكانت امرأة بغي بمكة، يقال لها: عناق، وكانت صديقة له، وأنه واعد رجلاً من أسارى مكة يحمله. قال: فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة. قال: فجاءت عناق، فأبصرت سواد ظل تحت الحائط، فلما انتهت إليَّ؛ عرفتني. فقالت: مرثد؟ قلت: مرثد. فقالت: مرحباً وأهلاً؛ هلم فبت عندنا الليلة. قال: فقلت: يا عناق! حرم الله الزنى. فقالت: يا أهل الخيام! هذا الرجل يحمل أسراكم. قال: فتبعني ثمانية، ودخلت الحديقة، فانتهيت إلى غار أو كهف، فدخلت، فجاؤوا، حتى قاموا على رأسي، فبالوا، فظل بولهم على رأسي، فأعماهم الله عني. قال: ثم رجعوا، فرجعت إلى صاحبي، فحملته - وكان رجلاً ثقيلاً - حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه أحبله، فجعلت أحمله ويعينني حتى أتيت به المدينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! أنكح عناقاً (مرتين) ؟ فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرد عليَّ شيئاً، حتى نزلت:{الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((يا مرثد! الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة؛ فلا تنكحها)) .