أمّا آفات العزلة فهي سبع، في العزلة حرمان منها وابتعاد عنها وهي:
١ - التعليم والتعلم، وهما أعظم العبادات، والعزلة قبل تعلم العلم المفروض عصيان.
٢ - النفع والانتفاع، لأن كلاٌّ منهما بالمخالطة.
٣ - التأديب والتأدب، بقهر الشهوات، وهو أفضل من العزلة لمن لم تتهذب بعد أخلاقه.
٤ - الاستئناس والإيناس، وذلك قد يكون حرامًا، كمجالس الغيبة واللهو وقد يكون مباحًا في الدين، كمجالسة المشايخ، وأهل العلم.
٥ - في نيل الثواب وإنالته، وذلك بحضور الصلوات الخمس في جماعة، وصلاة العيدين، وعيادة المريض، وحضرو الجنائز، وغيرها، وهذا لا يأتي إلَاّ بالمخالطة.
٦ - التجارب في كل شيء، وهذا لا يأتي إلَاّ بالمخالطة.
٧ - التواضع، ولايقدر عليه من الوحدة، وقد يكون أيضًا أكبر سبب في اختيار العزلة.
وانظر للمزيد " الإحياء (٢/٢٣٦ ـ ١٣٤) .
قلت: وجملة القول في هذه المسألة ما قاله عليُّ ملا القاريّ في " مرقاة المفاتيح " (٤/٧٤٣) : " والمختار هو: التوسط بين العُزلةِ عن أكثر الناسِ وعوامِّهم، والخُلطة بالصاحين، والاجتماع مع عامتهم في نحو جمعهم وجماعتهم " اهـ.
وكتابنا هذا سيوضح هذا الموضوع بجلاء، والله الموفق لما فيه الخير.