للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عبد الله بن مصعب، وبين أخيه مصعب بن عبد الله، فدخلت يوماً على مصعب ابن عبد الله، فوجدته يقول:

أيزْعُمُ أقوامٌ رمَوْهُ بظِنَّةٍ ... بأن سوفَ تأتيني عقاربُهُ تَسْرِي

ووَدّ رجالٌ لو تمادَتْ بنا الخُطَى ... إلى الغَيِّ أو تُلْقَي علانيةً تَجْرِي

أبتْ رَحِمٌ أطّتْ لَنَا مثرْجَحِنَّةٌ ... أمانِي العُدَى والكاشح الحَسِكِ الصَّدْر

فقُلْ لوُشَاة النّاسِ لن تُذْهِبَ الرُّقَى ... ولا نافثاتُ السِّحْر وُدَّ أبي بَكْرِ

قال: فترويتها، ثم خرجت حتى استأذنت على أبي بكر فحدثته عن مدخلي على أخيه مصعب، وأنشدته شعره هذا، فرق وبكى حتى نشف دموعه بمنديلٍ، فأمرني فجئته به، فكان ذلك صلحاً بينهما.

وقال أبو المضاء مولى عبد الله بن مصعب، يترضىض أبا بكر ابن عبد الله من موجدة وجدها عليه:

أمولايَ إنّي قد جُفِيتُ وشفَّنِي ... حوادِثُ جَمٌّ شَعْبُها المتشاجِرُ

ولَسْتُ بذي ذنبٍ فَيُولَى بذنْبِهِ ... وليسَ لذي ذنبٍ إذا فاتَ عاذِرُ

ولستُ بناسٍ مِنْكُمُ فَضْلَ مِنَّةٍ ... علىَّ ولكَّنِي بها الدَّهرَ شاكِرُ

ولستَ مُخَيفاً من أجرْتَ ولو وَهَى ... ولا ماجياً منكَ الشَّموسُ المحاذِرُ

<<  <   >  >>