للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨ - يزعم «أنًّ تعاليم القرآن تجد تكملتها واستمرارها في مجموعة من الأحاديث المتواترة - فهي وإنْ لم [تُرْوَ] (*) عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مباشرة تعتبر أساسية لتمييز روح الإسلام» (١).

أي أنَّ الأحاديث المتواترة لم تصدر عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والطعن ليس في حديث ما أو في جملة أحاديث عليها اعتراض قوي أو ضعيف، كَلاَّ، إنَّ الطعن في السُنَّة كلها المتواتر منها والمشهور والصحيح.

٩ - ويزعم: «أنَّ هذه الأحاديث وغيرها من النصوص المماثلة لها والتي يسهل علينا جمعها لا تمثل وجهات نظر خاصة بطبقة سامية الأخلاق فحسب بل إنها لتعبِّر عن العاطفة العامة لفقهاء الإسلام» (٢).

ومن أين أتى فقهاء الإسلام بهذه الأحاديث؟ ومن أين تَسَرَّبَتْ إليهم هذه العواطف التي أنطقتهم بهذه الأحاديث؟ إنهم أقل شأنًا من أنْ ينفردوا بتأليفها ولذلك يقول: «لكن الإسلام خلال توسُّعه التالي وبفعل التأثيرات الأجنبية ترك مجالاً لدقة العلماء المُفتين ولعلماء العقائد» (٣).

إنَّ الرجل يهرف بما لا يعرف وهو في حقده على الإسلام يهاجمه بعنف وعمى ولا يَتَّخذُ مكانًا يظن به الضعف ثم يهجم بل ينطح برأسه كل شيء دون تفريق وهيهات أنْ يصدع إلاَّ رأسه:

كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيُوهِنَهَا * ... * ... * فَلَمْ يُضِرْها وأوْهَى قَرْنَهُ الوَعلُ

(السُنَّّةُ كلها من صنع الناس حتى المتواتر منها):

عفاء على التاريخ والعلم كله إذا كانت قيم الحقائق تتناول بهذا الأسلوب الفوضوي، ولكن الرجل يريد إفهام قومه أنَّ الإسلام من صنع محمد وقومه.


(١) " دفاع عن العقيدة والشريعة " لمحمد الغزالي: ص ٦٢.
(*) في المطبوع " دفاع عن العقيدة والشريعة ": ص ٤٧ [لم تُرْوَ] لا كما ورد [لم تَرِدْ].
(٢) " دفاع عن العقيدة والشريعة " لمحمد الغزالي: ص ٦٢.
(٣) " دفاع عن العقيدة والشريعة " لمحمد الغزالي: ص ٧٣.

<<  <   >  >>