للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي خرج فيه صوت عليكره (١) المخالف لجميع الأمة الإسلامية الداعي إلى الاعتماد على القرآن وحده في الدين أو السُنَّة لا تكون دليلاً شرعيًا، فأثر هذا الصوت على الحافظ محب الحق العظيم آبادي في " بتنة " بالهند كما أثر على عبد الله جكرالوي في لاهور بباكستان أعظم تأثير» (٢).

٢ - أصابت المسلمين بجمود ثقافي واجتماعي وجهل الكثيرين منهم بأمور دينهم مما نتج عنه فقدان العلم الصحيح بين الأوساط الإسلامية.

٣ - استغلال الدولة المستعمرة تربية بعض الأفراد المنحرفين ممن تسموا بالمسلمين مباشرة أو بالوساطة وشحن أفكارهم لصالحها ولو على حساب الدين، مما تضمن بهم الولاء على المسلمين وكان على رأس هؤلاء غلام أحمد القادياني وعبد الله جكرالوي وأتباعهما.

٤ - اغترار بعض الفئات بالنظريات العلمية الأوروبية المنتشرة خلال النصف الأول من القرن العشرين وتفسير الحقائق الإسلامية على ضوء تلك النظريات والتوفيق بينها وبين الإسلام، وقد ترأس أتباع سيد أحمد خان إيجاد


(١) المراد به حركة السيد أحمد خان الممثلة في دعوة المسلمين إلى تقليد المستعمرين في كل أمور الدنيا والدين وأنَّ هذا هو طريق التقدم والرقي والحضارة وأنَّ المسلمين إذا ما أرادوا أنْ يلحقوا بركب الحضارة فعليهم أنْ يُقَلِّدُوا الإنجليز في كل شيء. على هذا الأساس قامت حركة السيد أحمد خان فقد أنكرت ما تنكره الثقافة الغربية ولو كان دينًا وأثبتت ما تثبته ولو كان مخالفًا للدين ولإجماع المسلمين.
يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: «أما القيادة الثانية التي تزعَّمها السيد أحمد خان على أساس تقليد الحضارة الغربية وأُسُسِهَا المادية واقتباس العلوم العصرية بحذافيرها، على علاتها وتفسير الإسلام والقرآن تفسيرًا يطابق ما وصلت إليه المدنية والمعلومات الحديثة في آخر القرن بما لا يثبته الحس والتجربة ولا تقرره علوم الطبيعة في بادئ النظر من الحقائق الغيبية وأمور ما بعد الطبيعة» انظر " الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ": ص ٧١. أما رأيه في السُنَّة فسيأتي في ص ٨٥.
(٢) " فرقة أهل القرآن ": ص ٧٧.

<<  <   >  >>