للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الِيَابِسُ، فَإِذَا تُقُعْقِعَ بِهِ نَفَرَتِ الإِبِلُ، فَضَرَبَ بِذَلِكَ لِنَفْسِهِ مَثَلا؛ قال النابغة الذبياني:

كَأَنَّكَ مَنْ جِمَالِ بَنِي أُقَيْشِ ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلِيهِ بِشَنِّ

وَقَوْلُهُ: ((وَلَقَدْ فُرِرْتُ عَنْ ذَكَاءٍ)) يَعْنِي عَنْ تَمَامِ السِّنِّ. وَالذَّكَاءُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحَدُهُمَا تَمَامُ السِّنِّ، وَالآخَرُ حِدَّةُ الْقَلْبِ.

فَمِمَّا جَاءَ فِي تَمَامِ السِّنِّ، قَوْلُ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرٍ: ((جَرْيُ الْمُذَكِّيَاتِ غلابٌ)) .

وَقَالَ زهير:

يُفَضِّلُهُ [إِذَا اجْتَهَدَا] عَلِيهِ ... تَمَامُ السن منه والذكاء

[و] قَوْلُهُ: ((فَعَجَمَ عِيدَانَهَا)) يَقُولُ: مَضَغَهَا لِينْظُرَ أَيُّهَا أَصْلبُ، يُقَالَ: عَجَمْتُ الْعُودَ، إِذَا مَضَغْتُهُ، وَكَذَلِكَ [فِي] كل شيءٍ.

قال النابغة:

فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعَلَى الرَّوْقِ مُنْقَبِضًا ... فِي حَالِكِ اللَّوْنِ صِدْقٍ غَيْرِ ذِي أَوَدِ

<<  <   >  >>