للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالإفك عصبة منكم} قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ سُفْيَانُ: {لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خيرٌ لكم} .

قَالَتْ: فَتَلا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ هَذِهِ الْعَشْرَ آيَاتٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ بَرَاءَتِي.

قَالَتْ أُمِّي: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ فَقَبِّلِي رَأْسَهُ. فَقُلْتُ: لا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ، هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي مِنَ السَّمَاءِ.

وَقُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَهِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَعْذُرَنِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةٌ، وَكَيْفَ أَعْذُرُكِ بِمَا لا أَعْلَمُ، وَأَيُّ أرضٍ تُقِلُّنِي، وَأَيُّ سماءٍ [تُظِلُّنِي] إِذَا قُلْتُ مَا لا أَعْلَمُ؟

وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ، فَحَلَفَ أَنْ لا يُنْفِقَ عَلَيْهِ حِينَ قَالَ [عَلَى] عَائِشَةَ مَا قَالَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا. أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لكم، والله غفور رحيم} .

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ، إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَعَادَ عَلَى مِسْطَحٍ بِالنَّفَقَةِ، وَقَالَ: لا أَنْزَعُهَا مِنْهُ أَبَدًا.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ سُفْيَانُ: فَقَرَأَ: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ والسعة} قَالَ: أُولُو الْفَضْلِ فِي الدِّينِ، وَالسَّعَةِ فِي ذَاتِ الْيَدِ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَهَذَا الَّذِي [وَصَلَ] إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ هَؤُلاءِ الرَّهْطِ.

<<  <   >  >>