للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُلاقٍ حِسابِيَهْ (١)، وقالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ (٢)، ولِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا (٣)، وإِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ (٤)، وَظَنَّ داوُدُ (٥)، وما كان مثله.

واختلف القرّاء في قوله عزّ وجلّ في سورة يوسف: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا (٦) / ١١٨ أ/: فقرأ عاصم (٧)، وحمزة (٨)، والكسائي (٩):

كذبوا، بتخفيف الذّال. وقرأ سائر القرّاء: بتشديدها. وقرأ مجاهد (١٠):

كذبوا، بفتح الكاف والذّال وتخفيفها.

فمن قرأ بتخفيف الذّال كان الظّنّ بمعنى الشّكّ، لأنّ الضمير في (ظنّوا) للكفّار، والمعنى: وظنّ الكفار أنّ الرّسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النّصر أن يأتيهم، أي: توهموا ذلك.

ومن قرأ بتشديد الذّال كان الظّنّ بمعنى اليقين، لأنّ الضمير في (ظنّوا)


(١) الحاقة ٢٠.
(٢) البقرة ٢٤٩.
(٣) يوسف ٤٢.
(٤) البقرة ٢٣٠. وفي النسختين: أن لا يقيما. وهو وهم.
(٥) ص ٢٤.
(٦) يوسف ١١٠. وينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٥٦، والسبعة ٣٥١، والتيسير ١٣٠، والاكتفاء ١٦٥، والمفتاح ٢٠٤.
(٧) ابن أبي النجود الكوفي، أحد السبعة، ت نحو ١٢٧ هـ. (أحاسن الأخبار في محاسن السبعة الأخيار ٤٣٠ - ٤٦٢، وطبقات القراء السبعة ٤٨ .. ).
(٨) ابن حبيب الكوفي، أحد السبعة، ت ١٥٦ هـ. (أحاسن الأخبار ٣٠٣ - ٣٦٦، وطبقات القراء السبعة ٩٢ .. ).
(٩) علي بن حمزة الكوفي، أحد السبعة، ت ١٨٩ هـ. (أحاسن الأخبار ٤١٠ - ٤٢٩، وطبقات القراء السبعة ٨٩ .. ).
(١٠) الشواذ لابن خالويه ٦٥، والمحتسب ١/ ٣٥٠، وشواذ القراءات ٢٥٣، وزاد المسير ٤/ ٢٩٦. ومجاهد بن جبر المكي، ت ١٠٣ هـ. (معرفة القراء الكبار ١/ ١٦٣، وغاية النهاية ٢/ ٤٤).

<<  <   >  >>