للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الخطيب شهاب الدين أبي حفص القرشي البصرويّ الدمشقي الشافعي.

مولده بقرية شرقي بصرى من أعمال دمشق سنة إحدى وسبعمائة كان قدوة العلماء والحفاظ وعمدة أهل المعاني والألفاظ.

تفقّه على الشيخين برهان الدين الفزاريّ، وكمال الدين بن قاضي شهبة، ثم صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي ولازمه، وأخذ عنه وأقبل على علم الحديث، وأخذ الكثير عن ابن تيمية، وقرأ الأصول على الأصفهاني، وسمع الكثير، وأقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد والعلل والرجال والتاريخ، حتى برع في ذلك وهو شاب.

وصنّف في صغره كتاب «الأحكام على أبواب التنبيه» والتاريخ المسمّى «بالبداية والنهاية» و «التفسير» و «كتابا في جمع المسانيد العشرة» واختصر «تهذيب الكمال» وأضاف إليه ما تأخر في «الميزان» سماه «التكميل» و «طبقات الشافعية» و «مناقب الإمام الشافعي» وخرج الأحاديث الواقعة في «مختصر ابن الحاجب» و «سيرة» صغيرة، وشرع في أحكام كثيرة حافلة كتب منها مجلدات إلى الحج، وشرح قطعة من «البخاري» وقطعة كبيرة من «التنبيه».

وولي مشيخة أم الصالح بعد موت الذهبي، وبعد موت السبكي مشيخة دار الحديث الأشرفية مدة يسيرة، ثم أخذت منه.

وذكره شيخه في المعجم المختص فقال: فقيه متفنن ومحدث متقن ومفسر نقاد، وقال تلميذه الحافظ شهاب الدين بن حجّي: كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بتخريجها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وكان يستحضر شيئا كثيرا من الفقه والتاريخ، قليل النسيان وكان فقيها جيد الفهم، صحيح الذهن، ويحفظ