للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن رستم من فارس أعطاني خمسمائة درهم، فلما كان في آخر أمره تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض الشيء، فخرجت ولم أعد إليه بعد. قال ابن فارس صاحب اللغة: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا كحلاوة الوزارة والرئاسة التي أنا فيها؛ حتى شاهدت مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه؛ وكان أبو بكر يغلبه بفطنته حتى ارتفعت أصواتهما إلى أن قال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلّا عندي فقال: هات؛ قال: حدثنا أبو خليفة حدثنا سليمان بن أيوب وحدث بحديث، فقال الطبراني: فأنا سليمان بن أيوب، ومني سمعه أبو خليفة، فاسمعه مني عاليا، فخجل الجعابي، فوددت أن

الوزارة لم تكن وكنت أنا الطبراني وفرحت كفرحه.

قال أبو جعفر بن أبي السري: سألت ابن عقدة أن يعيد لي فوتا وشددت عليه، فقال: من أين أنت؟ فقلت: من أصبهان، فقال: ناصبة، فقلت: لا تقل هذا ففيهم فقهاء ومتشيعة، قال: شيعة معاوية، قلت: بل شيعة علي رضي الله عنه، وما فيهم إلّا من على أعز عليه من عينيه وأهله، فأعاد عليّ ما فاتني، ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي؟ فقلت: لا أعرفه، فقال: يا سبحان الله. أبو القاسم ببلدك وأنت لا تسمع منه وتؤذيني هذا الأذى، ما أعرف له نظيرا. وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟

قلت: نعم. قال: ما رأيت مثله في الحفظ.

قال ابن مندة: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين، حدث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي ولم يحتمل منه لقيه.

قال الذهبي: نعم، ولكن ما أراده الطبراني ولا قصد الرواية عنه، إنما روى عن عبد الرحيم بن البرقي السيرة وغير ذلك، فغلط في اسمه وسماه باسم أخيه.