للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويخدمه، ثم رحل إلى بغداد ودمشق ففاته أبو القاسم بن بشران، وسمع أبا القسم بن الطّبيز، وعلي بن موسى السمسمار، والسكن بن جميع الصيداويّ، وأبا طالب عمر

بن إبراهيم الزهريّ، وأبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم عبيد الله الأزهريّ، ومحمد بن عبد الله الصّوريّ، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم.

وتفقه في بغداد بالقاضي أبي الطيب، والقاضي أبي عبد الله الحسين الصيمريّ، وأبي العباس أحمد بن محمد بن عمروس المالكي، وأخذ الأصول عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأقام بالموصل سنة على أبي جعفر السّمنانيّ فأخذ عنه العقليات، وبرع في الحديث وعلله، وفي الفقه وغوامضه وخلافه، وفي الكلام ومضايقه، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عاما بعلم جم حصله مع الفقر والتعفف.

روى عنه الحافظان أبو بكر الخطيب، وأبو عمر بن عبد البر، وهما أكبر منه، وأبو عبد الله الحميديّ، وعلي بن عبد الله الصقليّ، وأحمد بن علي بن غزلون، والحافظ أبو علي الصدفيّ، وولده الإمام أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد الزاهد، وأبو بكر الطرطوشي، وأبو علي بن سهل السبتيّ، وأبو بحر سفيان بن العاص، ومحمد بن أبي الخير القاضي وسواهم، وتفقه به الأصحاب.

قال القاضي عياض: آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب، وكان حين رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق، قال لي أصحابه: كان يأتينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة؛ إلى أن فشا علمه وهيئت الدنيا له، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته حتى مات عن مال وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس.

وصنّف كتابا كبيرا جامعا بلغ فيه الغاية سماه كتاب «الاستيفاء»