للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأجابه:

قل لمن يطلب الهداية منّي ... خلت لمع السراب بركة ماء

ليس عندي من الضياء شعاع ... كيف يبغى الهدى من اسم الضّياء

قال شيخنا الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى، بعد إيراد ذلك في «طبقات النجاة» له ما نصه: فائدة رأيت أن أطرّز بها هذا الكتاب، وقع في كلام الشيخ ضياء الدين هذا السابق نقله عنه آنفا إطلاق «الصانع» على الله تعالى؛ وهذا جار في ألسنة المتكلمين؛ وانتقد عليهم بأنه لم يرد إطلاقه على الله تعالى، وأسماؤه توقيفيّة.

وأجاب التقي السبكي بأنه قرئ شاذّا: صنعه الله، بصيغة الماضي، فمن اكتفى في إطلاق الأسماء بورود الفعل اكتفى بمثل ذلك.

وأجاب غيره بأنه مأخوذ من قوله تعالى: صُنْعَ اللَّهِ (١)، ويتوقف أيضا على القول بالاكتفاء بورود المصدر.

وأقول: إني لأعجب للعلماء سلفا وخلفا من المحدّثين والمحقّقين، ممن وقف على هذا الانتقاد وقول القائل: إنه لم يرد، وتسليمهم له ذلك، ولم يستحضروه وهو وارد في حديث صحيح.

كتب إليّ مسند الدنيا أبو عبد الله بن مقبل الحلبيّ، عن الصلاح بن أبي عمر، عن أبي الحسن بن البخاريّ عن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الشّعريّ:

أنبأنا محمد بن الفضل الفراويّ، أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف، أنبأنا أبو سهل الأسفراينيّ، أنبأنا أبو جعفر الحذّاء، أنبأنا عليّ بن المدينيّ، حدثنا مروان


(١) من قوله تعالى في سورة النمل ٨٨: (صنع الله الذي أتقن كل شيء).