الزاهد. ابن عبد الخالق بن محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن منصور بن سالم بن تميم بن أبي نصر بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب جلال الدين أبو محمد، البغداديّ، العكبريّ الحنبليّ. الفقيه المفسّر الأصوليّ، الواعظ، أحد الأئمة المشاهير.
قال ابن رجب: هكذا رأيت نسبه، وفيه نظر، والله أعلم.
ولد سنة تسع عشرة وستمائة ببغداد.
وسمع من ابن اللتيّ، والقاضي أبي صالح الجيليّ، وأحمد بن يعقوب المارستانيّ، ومحمّد بن أبي سهل الواسطيّ، وغيرهم.
واشتغل بالفقه والأصول، والتفسير، والوعظ، والطبّ، وبرع في ذلك، وله النظم والنثر، والتصانيف الكثيرة، منها:«مشكاة البيان في تفسير القرآن» في ثمان مجلدات، وكتاب «إيقاظ الوعاظ» و «المقدمة في أصول الفقه» و «مسائل خلاف» و «أربعون حديثا» تكلم عليها.
قال الإمام صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق، في حقه: شيخ الوعاظ ببغداد، ومتقدمهم، كان في صباه خياطا، واشتغل بالطب مدة، ثم رتب فقيها بالمستنصرية واشتغل بالفقه والتفسير، وطالع. وكان يجلس للوعظ بمجلس القاعوس بدرب الجب، ثم اختير في آخر زمن الخليفة للوعظ بباب بدر، تحت منظرة الخليفة، ولم يزل على ذلك إلى
واقعة بغداد، واستؤسر فاشتراه بدر الدين صاحب الموصل فحمله إلى الموصل فوعظ بها، ثم حذّره إلى بغداد، فرتب مدرسا للحنابلة بالمدرسة المستنصرية، ولم يزل يعقد مجلس الوعظ في الجمعات بجامع الخليفة.
روى عنه ابن الفوطي، وقال: كان وحيد الدّهر في علم الوعظ ومعرفة التفسير ونسيبه نصير الدين أحمد بن عبد السلام بن عكبر، وبالإجازة صفي