للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم رحل إلى بغداد، فسمع أبا القاسم البغويّ، وأبا بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وابن السّرّاج، وأبا الفضل المنذيريّ، وعبد الله ابن عروة وغيرهم.

وروى عنه أبو يعقوب القرّاب، وأبو ذرّ عبد (١) بن أحمد، وأبو عثمان سعيد القرشيّ، والحسين الباشانيّ، وعلي بن أحمد خمروزيه، وغيرهم.

وكان إماما في اللغة، بصيرا في الفقه، عارفا بالمذهب، عالي الإسناد، ثخين الورع، كثير العبادة والمراقبة، شديد الانتصار لألفاظ الشافعي، متحريا في دينه.

أدرك ابن [دريد (٢)] وامتنع أن يأخذ عنه اللغة (٣).

وقد حمل عنه اللغة جماعة، منهم أبو عبيد الهرويّ صاحب الغريبين.

ومن مصنفاته «التهذيب» الذي جمع فيه فأوعى في عشرة مجلدات، و «التقريب» في التفسير، و «تفسير، ألفاظ مختصر المزني» و «علل القراءات» وكتاب «الروح وما ورد فيها من الكتاب والسنة» و «تفسير الأسماء الحسنى» و «تفسير إصلاح المنطق» و «تفسير السبع الطّول» (٤) و «شرح شعر ديوان أبي تمام» و «الأدوات».

وأسرته القرامطة، فحكى عن نفسه أنه وقع في أسر عرب نشأ وافى البادية، يتبعون مساقط الغيث أيام النّجع، ويرجون إلى أعداد المياه في


(١) في الأصل: عبد الرحمن. وما أثبتنا عن المشتبه وتاريخ الاسلام والشذرات وتذكرة الحفاظ للذهبي وطبقات الشافعية للسبكي.
(٢) من طبقات الشافعية للسبكي، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة.
(٣) في طبقات النحاة لابن قاضي شهبة: «ولم يأخذ عن أبي بكر بن دريد تدينا وتورعا لأنه رآه سكرانا».
(٤) السبع الطول: من البقرة الى الأعراف، والسابعة سورة يونس أو الأنفال وبراءة جميعا، لأنها سورة واحدة عند الجوهري. القاموس (ط ول).