للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عبد الله بن قيّم الجوزيّة (١).

ولد في سابع صفر سنة إحدى وتسعين وستمائة.

سمع من شهاب الدين النابلسي العابر، والقاضي تقي الدين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وأبي نصر بن الشيرازي، وعيسى المطعم، وفاطمة بنت جوهر، وجماعة.

وتفقه في المذهب، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ الإمام تقي الدين بن تيمية، وأخذ عنه الفقه والفرائض والأصلين.

وقرأ العربية على المجد التونسي. وابن أبي الفتح البعلي، وكذا الأصلين على الصفي الهندي.

وتفنن في علوم الإسلام، وكان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى، وبالحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله، وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وبعلم الكلام وغير ذلك و [كان] (٢) عالما بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف، وإشاراتهم ودقائقهم، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى.

وكان ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة، والإنابة والافتقار إلى الله، والانكسار له، والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته.

قال ابن رجب: لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علما، ولا


(١) له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير ١٤/ ٢٣٤، البدر الطالع للسحاوي ٢/ ١٤٣، الدرر الكامنة ٤/ ٢١، ذيل الحنابلة ٢/ ٤٤٧، ذيل العبر ٢٨٢، روضات الجنات للخوانساري ٢٠٥، السلوك ج ٢ ق ٣ ص ٨٣٤، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٠/ ٢٤٩، الوافي بالوفيات ٢/ ٢٧٠.
(٢) من ذيل الحنابلة.