للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفروعه كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء وتفرّد بمسائل حفظت عنه.

وبلغني عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الأسفراينيّ قال: لو سافر رجل إلى الصّين، حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير، لم يكن ذلك كثيرا.

وسمعت علي بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي (١)، يحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة، يكتب في كل منها أربعين ورقة.

وذكر بسنده عن أبي علي الطوماريّ (٢). قال كنت أصلح (٣) القنديل في شهر رمضان، بين يدي أبي بكر بن مجاهد في المسجد، لصلاة التّراويح، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره، واجتاز على مسجده فلم يدخله وأنا معه وسار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش، فوقف بباب مسجد محمد ابن جرير، ومحمد يقرأ سورة الرحمن، فاستمع قراءته طويلا، ثم انصرف، فقلت له: يا أستاذ، تركت الناس ينتظرونك، وجئت لتسمع قراءة هذا! فقال: يا أبا علي دع [هذا (٤)] عنك. ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة.

وقال أبو عمرو الداني في «طبقات القراء» أخذ القراءة عرضا عن سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي، عن خلاد بن خالد الشيباني الصيرفي الكوفي، عن سليم بن عيسى الكوفي، عن حمزة.


(١) في الأصل: «العلوي»، والمثبت في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢/ ١٦٤، وانباه الرواة للقفطي ٢/ ٢٨٨، وطبقات الشافعية للسبكي ٣/ ١٢٢، ومعجم الأدباء لياقوت ٥/ ٢٧١.
(٢) بضم الطاء وسكون الواو وفتح الميم وبعد الألف راء، نسبة الى الطومار، وهو لقب رجل (اللباب لابن الأثير ٢/ ٩٣).
(٣) في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢/ ١٦٤: «أحمل».
(٤) زيادة يقتضيها السياق، وهي موجودة في طبقات الشافعية للسبكي ٣/ ١٢٤.