قال ابن خلكان: هو المتكلم، الأصولي، الأديب، النحوي، الواعظ.
أقام بالعراق يدرس ثم توجه إلى الري، فسعت به المبتدعة، فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم ففعل، وورد نيسابور فبنى له بها مدرسة ودارا، فأحيا الله تعالى به أنواعا من العلوم، وظهرت بركته على المتفقهة.
وبلغت مصنفاته في الأصلين، ومعاني القرآن، قريبا من مائة مصنف، ثم دعي إلى مدينة غزنة من الهند، وجرت له بها مناظرات عظيمة، فلما رجع إلى نيسابور، سمّ في الطريق، فمات سنة ست وأربعمائة، فنقل إلى نيسابور، فدفن بها.
٤٧٩ - محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن بندار بن طفيل أبو عبد الله المرادي.
يعرف بابن المؤذّن قال في «تاريخ غرناطة»: كان صاحب قدم في العربية، إماما في اللغة والأخبار، شاعرا مجيدا، حافظا للتفسير كاتبا وبقية من بقايا أهل الأدب، ذا نباهة وصدق، ومروءة وكرم وطيب نفس، وحسن عشرة، وسرعة إدراك، مع الدين المتين، والتواضع والوقار.
ولم يزل طول عمره على المطالعة والدرس والقراءة، لم يشغله عنها شيء على كبر سنه، لازم خاله أبا عبد الله بن سودة وتأدب عليه.
وقرأ بغرناطة على الأستاذ أبي محمد القرطبي، وأبي علي الرّنديّ، وغيرهما.
مات ليلة الأحد ثاني ذي الحجة سنة تسع وستين وستمائة عن نيّف وسبعين سنة.