للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في علم الحديث، رجالا، وأسانيد، ومتونا، وغير ذلك، جامع لأشتات العلوم.

وهو أبو الحافظ الكبير، تاج الإسلام أبي سعيد عبد الكريم بن محمد، وكان هو أيضا يلقّب تاج الإسلام.

مولده في سنة ست وستين وأربعمائة.

سمع والده أبا المظفّر، وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيريّ، ونصر الله ابن أحمد الخشناميّ، وأسعد بن مسعود العتبيّ، وأبا الحسن عليّ بن محمد العلّاف، ومحمد بن عبد الكريم بن حشيش الحافظ، وأبا الغنائم النّرسيّ (١) الحافظ، وغيرهم، بمرو، ونيسابور، والرّيّ، وهمذان، وبغداد، والكوفة، وأصبهان، ومكة وغيرها.

روى عنه السلفيّ وأبو الفتوح الطّائي وغيرهما.

ذكره عبد الغافر في «السياق»، وقال فيه: الإمام، ابن الإمام، شاب نشأ في عبادة الله، وفي التحصيل من صباه، إلى أن أرضى أباه، حظي من الأدب، والعربية، والنحو، وثمرتها، نظما ونثرا، بأعلى المراتب.

ينفث إذا خط بأقلامه عقد السحر، وينظم من معاني كلامه عقود الدر، متصرفا في الفنون [بما] (٢) يشاء كيف يشاء، مطيعا له على البديهة الإنشاء، ثم برع في الفقه، مستدرا أخلافه من أبيه، بالغا في المذهب من الخلاف أقصى مراميه، وزاد على أقرانه وأهل عصره، بالتبحر في علم الحديث، ومعرفة الرجال والأسانيد، وما يتعلق من الجرح والتعديل،


(١) في الأصل: «الزينبي» تحريف، صوابه في طبقات الشافعية للسبكي، وتذكرة الحفاظ.
(٢) من طبقات الشافعية للسبكي.