للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ الإمام العالم ذو الفنون العديدة سراج الدين أبو علي بن أبي كامل ابن العلامة جمال الدين العفيفي- نسبة إلى عفيف الدين أحد أجداده- القبائلي اللخمي السكندري المعروف بالبسلقوني المالكي.

شيخ الفقراء الأحمدية.

ولد في شعبان سنة إحدى وستين وسبعمائة بثغر اسكندرية، فخرج به جده إلى إقطاعه، قرية البسلقون تحت اسكندرية بقليل. فأقام بها إلى أن توفي جده، وقرأ بها القرآن، قال: وقد حفظت البقرة في يوم واحد. ثم رحل به والده إلى الثغر وعمره نحو العشرة، ثم رجع والدة إلى البسلقون، وتخلف هو بالثغر لطلب العلم، فحفظ «رسالة» ابن أبي زيد، و «الشاطبية» و «ألفية ابن مالك» وعرضهم.

ثم شمر عن سلق الجد فأخذ الفقه عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن صالح بن حسن اللخمي، والشيخ شمس الدين بن علي الفلاحي، والنحو عنه وعن الشيخ منصور بن عبد الله المغربي، وأصول الفقه عن شمس الدين محمد بن يعقوب الغماري المالكي، وأصول الدين عن الشيخ محيي الدين الهني، وانتفع به كثيرا، والمعاني والبيان عن السراج عمر بن نبوه الطندتاوي، وقرأ القراءات العشر على الشيخ وجيه الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن ناصر الدين أبي علي منصور بن محمد بن سعد الدين الفكيري، مكبرا، خطيب الجامع الأعظم الغربي بالثغر، وأجاز له ابن عرفة.

خدم العلم الخدمة الزائدة، ودأب الدأب البليغ، وعلق التعاليق والفوائد، وصنّف في أنواع العلوم، وكتب الخط المنسوب، ثم حصل لعينيه ضرر في حدود سنة خمس وثلاثين، وكان لا يبصر إلا قليلا.

ونظم المنظومات المتباينة، فمن تصانيفه «الجوهرة الثمينة في مذهب عالم المدينة» نظمها من بحر الرجز في نحو الستمائة بيت، و «أرجوزة أخرى محتوية