وعن الأعمش: كنت إذا رأيت مجاهدا مبتذلا ازدريته، فإذا تكلم خرج من فيه اللؤلؤ.
وعلى مجاهد، قرأ القرآن عبد الله بن كثير، وأبو عمرو بن العلاء.
وعن قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد.
وعن أبي بكر بن عياش قلت للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟
قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب.
وعن مجاهد أنه يكبر من سورة والضحى، وأعطى رجلا خمسمائة درهم على مصحف يكتبه فكتبه له.
وعن الأعمش قال: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهبت فنظر إليها، ذهب إلى حضرموت ليرى بئر هوت، [وذهب](١) إلى بابل وعليها وال صديق له، فقال: تعرض عليّ هاروت وماروت، فدعا رجلا من السحرة فقال: اذهب بهذا، فقال اليهودي: بشرط أن لا تدعو الله عندهما، قال مجاهد، فذهب بي إلى قلعة فقلع حجرا، وقال: خذ برجلي، فهوى به حتى انتهى إلى جوبة، فإذا هما معلقان منكسين كالجبلين العظيمين، فلمّا رأيتهما قلت: سبحان الله خالقكما، فاضطربا فكأن جبال الدنيا قد تدكدكت، فغشي عليّ وعلى اليهودي، ثم أفاق قبلي، فقال: أهلكت نفسك وأهلكتني. توفي مجاهد بمكة سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة وهو ساجد، وله ثلاث وثمانون سنة.