هذا هو أسلوب الدعوة الصحيح، أن ندعوهم بمنطق القرآن، لا أقول: نكتب الآية فقط! لكن نشرح الآية شرحاً فنوضح حجة القُرْآن للناس فهي التي تقنعهم، فإن لم تقنعهم فلا أقنعهم الله عَزَّ وَجَلَّ، وإن لم تهدهم فلا هداهم الله عَزَّ وَجَلَّ فإننا أمرنا أن ندعوهم قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْي [الأنبياء:٤٥] فننذر النَّاس أيضاً بالوحي، فمن آمن به واهتدى فالْحَمْدُ لِلَّهِ، ومن لم يهتد فإنما علينا البلاغ؛ بل نقول: يارب، بلغناهم ما أوحيت به إلينا فكفروا، لكن لو أنذرناهم بمنطقهم وبفلسفاتهم وجدالهم، فبم نجيب ربنا يَوْمَ القِيَامَةِ إذا قال لِمَ لم تنذروهم بالوحي، وأنا قلت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْي [الأنبياء:٤٥] وأنتم تقولون أنكم من اتباع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فنسأل الله عَزَّ وَجَلَّ أن يرزقنا البصيرة في الدين، وأن يجعلنا من المتبعين له ولأصحابه، المتمسكين بسنته السائرين عَلَى منهجه.