التوسل الشرعي هو: طلب الوسيلة من اللهِ تَعَالَى كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ [المائدة:٣٥] الآية. وهي أن يتوسل العبد ويتقرب إِلَى الله تَعَالَى بالأعمال الصالحة، فما كَانَ له علاقة بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن التوسل إليه تَعَالَى يكون باتباعه وبمحبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا عمل صالح ينجينا، بل نتوسل إليه بغير ذلك مما قد لا تظن أنه عمل في ذاته، وهو: الإقرار والاعتراف بالذنب والانكسار بين يدي الله كما في الحديث الثابت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: (رب إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا فاغفر لي) كأنك تقول: اللهم إني أتوسل إليك بإقراري واعترافي بتقصيري وذنوبي وأخطائي، أن تغفر لي، وأبوء بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فهذا الإقرار هو في ذاته عمل صالح.
فوسيلتنا إليه العمل الصالح وإن دعونا فبذلك العمل، لأن العبادة كلها دعاء، ومن الدعاء: دعاء المسألة، وهي: أن يكون لك حاجة فتدعو ربك، اللهم اعطني كذا، واصرف عني كذا؛ فأنت العبد الفقير الضعيف تدعو الغني الحميد في هذه المسألة.