للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالله تَعَالَى هو الذي كتب الخير والشر، فهذه الأرزاق من الله عَزَّ وَجَلَّ، وهَؤُلاءِ البشر يسخرهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نعم يُثنى عَلَى النَّاس ويشكرون ويكافئون ولو بالدعاء، وهذا من حسن أخلاق المسلم أنه يكافئ ويحسن إِلَى من أحسن إليه ولو بالدعاء إذا عجز، لكن أن ينسب كل خير ونعمة وفضل إِلَى الأسباب وينسى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فهذه غفلة كبيرة عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولو علم أنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو وحده الخالق والرازق لعبده وحده كما أشار المُصْنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ هنا كما قال الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:٣٤] ,.

هذا هو الوصف الذي وصفه الله رَبّ الْعَالَمِينَ، هذا الإِنسَان وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:٥٣] فالله تَبَارَكَ وَتَعَالَى هو الذي يخلق، ولكن يعبد سواه، ويرزق، ولكن يعبد غيره، خيره نازل إِلَى العباد، فكم ينزل الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى كل يوم من الخيرات عَلَى هَؤُلاءِ العباد، فكم من فقير أغناه الله تعالى، وكم من مريض عافاه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وكم من مكروب فرج الله تَعَالَى كربه، وكم من مهموم أزال الله همه؟

<<  <   >  >>