(فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا؟) يعمل المؤمن الحسنة فيجعلها الله تبارك وتعالى عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، ويفعل الفعل من أفعال الخير ويأتي يوم القيامة وإذا به مثل الجبال ويجعله الله تعالى في الميزان عظيماً ثقيلاً وهو من فضله تبارك وتعالى.
(ألم يبيض وجوهنا؟) يوم تبيض وجوه أهل الإيمان والسنة وتسود وجوه أهل الكفر والنفاق والبدعة هكذا يسألون ربهم عز وجل.
(فيكشف الله سبحانه وتعالى الحجاب عن وجهه الكريم فينظرون إليه) ثم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (فوالله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه) كل ذلك النعيم الذي رأوه من الحور العين ومن الولدان ومن النعيم الذي لا ينقطع، والأنهار التي من العسل واللبن ومن ماء غير آسن ومن الخمر وكل ما في الجنة من نعيم ولذة وبهجة، كل ذلك لا يساوي لذة النظر إلى وجه الله الكريم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يمتعون بذلك إنه سميع مجيب.
قال:(فوالله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم) وقرة عين المؤمنين في الدنيا هي في معرفة ربهم سبحانه وتعالى من صفاته ونعوت جلاله، واتباع دينه وعبادته، ومناجاته والتضرع إليه والعمل لوجهه الكريم، هذه قرة أعينهم في الدنيا، وقرة أعينهم يوم القيامة بالنظر إلى وجهه الكريم سبحانه وتعالى، وهذه أعظم نعمة. والإنسان في هذه الحياة الدنيا ينعم ويرتاح ويسعد بقدر ما يكون إيمانه ومناجاته لله سبحانه وتعالى، وقوة صلته بالله جل شأنه، وقوة يقينه بالله ومعرفته لنعوت جلاله وصفات كماله سبحانه وتعالى، فهذه غاية السعادة وغاية الطمأنينة والراحة في هذه الحياة الدنيا.