وإن كَانَ المقصود رؤية الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في الآخرة، فهذا أمر خارج عن موضوع السياق هنا والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- إنما يتجلى الله لعباده وينعم عليهم بلذة النظر إِلَى وجهه الكريم في الآخرة، وبلا شك أن حال الآخرة غير حال الدنيا، فأهل الجنة يعطون من القوة عَلَى الإدراك -والقوة عامة- غير هذا الضعف الذي يعيشونه في هذه الحياة الدنيا، ثُمَّ نقل أن الدكتور عبد الحليم يقول:"أنا أقول برؤيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لربه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وبدنوه منه سبحانه عَلَى الوجه اللائق" أيضاً يقول: إن الله تَعَالَى دنى من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا الكلام أيضاً موافق لما سبق أن بينا خطأه، ثُمَّ يقول:" إن كلمة عَلَى الوجه اللائق تفض كل نزاع" والصحيح أننا نستخدم كلمة عَلَى "الوجه اللائق" في الشيء الثابت نقله، كصفة تثبت لله تعالى، نقول في ذلك عَلَى الوجه الذي يليق بجلاله بلا تكييف، لكن هذا لم يثبت، فإن ما ورد في تلك الرواية المضطربة لا يصلح به الاستدلال عَلَى مثل هذا القول، وأصل الخطأ في مثل هذه الأمور، هو الرجوع إِلَى غير هدي السلف الصالح الذين يأخذون كلامهم من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة.